عنوان الكتاب : مذكرات حياة عالم دين مصلح في إيران , سوانح الأيام , أيام من حياتي .
تأليف : آية الله العظمى أبو الفضل البرقعي .
الناشر : دار عالم الكتب .
عدد الصفحات : 392 .
تأليف : آية الله العظمى أبو الفضل البرقعي .
الناشر : دار عالم الكتب .
عدد الصفحات : 392 .
سوانح الأيام
يستعرض الإمام أبو الفضل البرقعي في هذه الورقات سوانح ثلاثة وتسعين عاما قضاها في هذه الدنيا وهو يتقلب فيها باحثا عن الحق ثم داعيا إليه ثم صابرا على الأذى فيه .
يرجع نسب البرقعي إلى رسول الله مرورا بموسى المبرقع بن الإمام محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم , والبرقعي من مدينة قم التي تقع على بعد 147 كيلو متر جنوب طهران .
نشأ البرقعي في بيت دين وعلم فأجداده معروفون بالعلم والورع , وكان منذ صغره مهتما بالعلوم الشرعية , ومن أوائل العلماء الذي نهل من أيديهم العلم هو الشيخ عبد الكريم الحائري اليزدي مؤسس الحوزة العلمية في قم .
في تلك الفترة كانت إيران ترزح تحت حكم الشاه رضا خان البهلوي , الذي عين من قبل الاحتلال البريطاني فمن الطبيعي أن يدخل على خط العداء و التنكيل بعلماء الدين , ويحكي البرقعي ما كان يأمر به الشاه لإفساد المجتمع من أوامره بنزع الحجاب ورفض أي مظهر من المظاهر الدينية .
ولما قوي عود البرقعي في العلم أخذ يدعو من مسجد يقال له كوهر شاد تحت ضغوط الشاه وشرطته , وكان حينها يتردد على المرجع البروجردي وأبو القاسم الكاشاني الذي أصبح أحد كبار تلاميذه واعتقلا سويا في زمن الشاه .
وفي تلك الفترة السياسة المظلمة من حياة إيران , كان البرقعي عاكفا على قراءة القرآن وتدبر آياته , مما جعله يفكر في العديد من المعتقدات التي تربى عليها ودافع عنها واعتقد أنها الحق الذي لا مراء فيه , فتنقل بين المدن وجالس العلماء وحاورهم في العديد من القضايا و الإشكالات التي كانت تدور في رأسه , وبعدها ألف كتابا بعنوان درس من الولاية مما أثار حملة كبيرة عليه من قبل الخطباء والوعاظ وعلماء الدين فلم يسلم حينها من الكبير ولا من الصغير , ثم تعاظمت جهودهم لإبعاده عن مسجده الذي كان يدعوا منه إلى التفكير بعقلانية وحكمة في كثير من المعتقدات و الأفعال .
ورغم نجاحهم في إبعاده عن مسجده إلا أن البرقعي بقي أحد أبرز العلماء في تلك الفترة , وعالما له ثقله في الحوزة العلمية .
ثم أخذت بوادر قيام ثورة شعبية ضد نظام الشاه محمد رضا بهلوي تلوح في الأفق , وكان البرقعي من المؤيدين الكبار لها عسى أن يتغير حال البلاد والعباد , ولكن كل تلك الآمال التي علقها على الثورة قد خابت , فقد وصف في أكثر من موضع نظام الخميني بالقمعي و المستبد أكثر من الشاه والخميني هو من أكثر الناس معرفة بالبرقعي فقد كان رفيق دربه في العلم وقد دافع عنه البرقعي عندما أصدر الشاه حكم الإعدام بحقه .
ازدادت محنته أيام حكم الخميني حاول مراسلته عشرات المرات هو وأبناءه وبناته إلا أن كل تلك المناشدات باءت في الفشل فلم يرحموا عالما جليلا ولا شيخا كبيرا لا يطلب أكثر من إنصافه ومحاكمته بالعدل .
عاش البرقعي مع قلمه فألف عشرات الكتب في الحديث و التفسير و الفقه محاولا نفظ غبار الجمود و التعصب للباطل , ونشر عددا من المقالات في الصحف الإيرانية مناقشا عددا من الأوضاع السياسية و الاجتماعية منها مقال يستنكر فيه إنفاق الدولة أربعمئة كيلو ذهب على قبة الإمام الرضا و الشعب يرزح تحت الفقر .
بعدها جرت مناظرة بين البرقعي وأحد العلماء قادته إلى عذابات السجون واتهم بأنه " وهابي " , فما ازداد إلا قربا من الله والتفاتا إلى التأليف عسى أن توقظ كتبه الغافلين بعد مماته .
كبر البرقعي وضعف جسده فما عاد يصبر على السجن وعذاباته و مع ترحيله من سجن إلى سجن وسط مناشدات أسرته بفكاكه أخرج جسده من السجن وسط شروط أبقت روحه فيه .
بعدها ألف كتابه هذا ليروي لكم واقع الحياة الاجتماعية و السياسية والدينية لإيران في إحدى أحنك ظروفها , الكتاب حافل بالمعلومات و القصص وفي آخر خمسين صفحة مجموعة من الوثائق و الصور لمجموعة من القضايا المطروحة في الكتاب .
كتب هذا المقال : غيث حلمي عدنان الملكاوي .
يستعرض الإمام أبو الفضل البرقعي في هذه الورقات سوانح ثلاثة وتسعين عاما قضاها في هذه الدنيا وهو يتقلب فيها باحثا عن الحق ثم داعيا إليه ثم صابرا على الأذى فيه .
يرجع نسب البرقعي إلى رسول الله مرورا بموسى المبرقع بن الإمام محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم , والبرقعي من مدينة قم التي تقع على بعد 147 كيلو متر جنوب طهران .
نشأ البرقعي في بيت دين وعلم فأجداده معروفون بالعلم والورع , وكان منذ صغره مهتما بالعلوم الشرعية , ومن أوائل العلماء الذي نهل من أيديهم العلم هو الشيخ عبد الكريم الحائري اليزدي مؤسس الحوزة العلمية في قم .
في تلك الفترة كانت إيران ترزح تحت حكم الشاه رضا خان البهلوي , الذي عين من قبل الاحتلال البريطاني فمن الطبيعي أن يدخل على خط العداء و التنكيل بعلماء الدين , ويحكي البرقعي ما كان يأمر به الشاه لإفساد المجتمع من أوامره بنزع الحجاب ورفض أي مظهر من المظاهر الدينية .
ولما قوي عود البرقعي في العلم أخذ يدعو من مسجد يقال له كوهر شاد تحت ضغوط الشاه وشرطته , وكان حينها يتردد على المرجع البروجردي وأبو القاسم الكاشاني الذي أصبح أحد كبار تلاميذه واعتقلا سويا في زمن الشاه .
وفي تلك الفترة السياسة المظلمة من حياة إيران , كان البرقعي عاكفا على قراءة القرآن وتدبر آياته , مما جعله يفكر في العديد من المعتقدات التي تربى عليها ودافع عنها واعتقد أنها الحق الذي لا مراء فيه , فتنقل بين المدن وجالس العلماء وحاورهم في العديد من القضايا و الإشكالات التي كانت تدور في رأسه , وبعدها ألف كتابا بعنوان درس من الولاية مما أثار حملة كبيرة عليه من قبل الخطباء والوعاظ وعلماء الدين فلم يسلم حينها من الكبير ولا من الصغير , ثم تعاظمت جهودهم لإبعاده عن مسجده الذي كان يدعوا منه إلى التفكير بعقلانية وحكمة في كثير من المعتقدات و الأفعال .
ورغم نجاحهم في إبعاده عن مسجده إلا أن البرقعي بقي أحد أبرز العلماء في تلك الفترة , وعالما له ثقله في الحوزة العلمية .
ثم أخذت بوادر قيام ثورة شعبية ضد نظام الشاه محمد رضا بهلوي تلوح في الأفق , وكان البرقعي من المؤيدين الكبار لها عسى أن يتغير حال البلاد والعباد , ولكن كل تلك الآمال التي علقها على الثورة قد خابت , فقد وصف في أكثر من موضع نظام الخميني بالقمعي و المستبد أكثر من الشاه والخميني هو من أكثر الناس معرفة بالبرقعي فقد كان رفيق دربه في العلم وقد دافع عنه البرقعي عندما أصدر الشاه حكم الإعدام بحقه .
ازدادت محنته أيام حكم الخميني حاول مراسلته عشرات المرات هو وأبناءه وبناته إلا أن كل تلك المناشدات باءت في الفشل فلم يرحموا عالما جليلا ولا شيخا كبيرا لا يطلب أكثر من إنصافه ومحاكمته بالعدل .
عاش البرقعي مع قلمه فألف عشرات الكتب في الحديث و التفسير و الفقه محاولا نفظ غبار الجمود و التعصب للباطل , ونشر عددا من المقالات في الصحف الإيرانية مناقشا عددا من الأوضاع السياسية و الاجتماعية منها مقال يستنكر فيه إنفاق الدولة أربعمئة كيلو ذهب على قبة الإمام الرضا و الشعب يرزح تحت الفقر .
بعدها جرت مناظرة بين البرقعي وأحد العلماء قادته إلى عذابات السجون واتهم بأنه " وهابي " , فما ازداد إلا قربا من الله والتفاتا إلى التأليف عسى أن توقظ كتبه الغافلين بعد مماته .
كبر البرقعي وضعف جسده فما عاد يصبر على السجن وعذاباته و مع ترحيله من سجن إلى سجن وسط مناشدات أسرته بفكاكه أخرج جسده من السجن وسط شروط أبقت روحه فيه .
بعدها ألف كتابه هذا ليروي لكم واقع الحياة الاجتماعية و السياسية والدينية لإيران في إحدى أحنك ظروفها , الكتاب حافل بالمعلومات و القصص وفي آخر خمسين صفحة مجموعة من الوثائق و الصور لمجموعة من القضايا المطروحة في الكتاب .
كتب هذا المقال : غيث حلمي عدنان الملكاوي .
-*-*-*-
كتب مشابهة
-*-*-*-
السلام عليكم أين رابط الكتاب ؟
ردحذفرابط الكتاب لو سمحتم ؟
ردحذف